اللمحة اليومية عن الأسواق – مخاوف تباطؤ الاقتصاد الأميركي تهيمن على الأسواق قبيل بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي


بحوث XM الاستثمارية

  • أسهم شركات التكنولوجيا تقود موجة تراجعات في سوق الأسهم بظل عودة المخاوف من الركود ومدفوعة بمجموعة من تقارير الأرباح المخيبة
  • الين يواصل التقدّم مع ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن، لكن الدولار يستقرّ نوعاً ما
  • هل تعيد بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي اليوم الهدوء إلى الأسواق أم تزيد التوتر؟

عودة موجات البيع الحادة إلى أسواق الأسهم

لم يدم ارتداد منتصف الأسبوع في وول ستريت طويلاً، حيث تحوّلت العواطف من حالة تفاؤل بشأن خفض الفائدة، إلى حالة خوف وتوتر في أعقاب البيانات الاقتصادية الضعيفة التي صدرت من الولايات المتحدة بالأمس. سجل مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الصادر عن معهد إدارة التوريد أدنى مستوياته منذ ديسمبر الشهر الماضي، مع انكماش التوظيف بأكبر معدل منذ يونيو م عام 2020 حتى مع ارتفاع مكون الأسعار المدفوعة بشكل مفاجئ.

مع تسلل بعض المخاوف مؤخرًا بشأن صحة سوق العمل، أثار مؤشر مديري المشتريات مخاوف من أن النشاط الاقتصادي الأمريكي قد يتجه للتراجع الحاد. وكات قبلها بقليل بيانات مطالبات إعانة البطالة الأسبوعية الأسوأ من المتوقع قد أثارت بعض قلق المستثمرين.

عكست الأسهم في وول ستريت مسارها لتتراجع بشكل حاد، حيث تكبد مؤشر ناسداك 100 الخسائر الأكبر بالأمس وافتتحت المؤشرات العالمية تداولات اليوم على تراجعات ملحوظة.

 

رهانات خفض الفائدة تتصاعد في وقت تترقب فيه الأسواق تقرير التوظيف بالقطاع غير الزراعي

كانت موجة البيع الحادة صادمة إلى حد ما، لا سيما وأن الاحتياطي الفيدرالي أعطى أقوى إشارة حتى الآن يوم الأربعاء على أنه سيبدأ بخفض الفائدة في سبتمبر. ولكن السؤال بشأن خفض الفائدة تحول بسرعة من “متى” إلى “بكم” حيث رفع المستثمرون رهاناتهم إلى أكثر من ثلاث تخفيضات بمعدل 25 نقطة أساس في عام 2024.

وهذا يثير احتمال خفضها بمعدل 50 نقطة أساس في ديسمبر إذا لم يعمد الاحتياطي الفيدرالي لخفضها في نوفمبر بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ولكن كل هذا قد يكون رد فعل مبالغ وسيكون تقرير الوظائف اليوم حاسمًا إما في تعزيز مخاوف التباطؤ أو في تهدأتها.

تشير التوقعات إلى إضافة سوق العمل الأمريكي 175 ألف وظيفة جديدة بالقطاع غير الزراعي في يوليو، ومن المتوقع أن يبقى معدل البطالة ثابتاً عند 4.1%. أي رقم أدنى من 150 ألفًا أو ارتفاع في معدل البطالة سيعزز حالة التوتر.

 

أرباح شركات التكنولوجيا تفشل في ملاقاة التوقعات المرتفعة

ولكن في وول ستريت، بصرف النظر عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي أو التطورات الاقتصادية، يبدو أن المتداولين يعيدون تقييم توقعاتهم بشأن أسهم شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

انضمت Apple و Amazon إلى نظيراتها في مجال التكنولوجيا بالأمس في نشر تقارير أرباح مخيبة وخطط إنفاق طموحة على الذكاء الاصطناعي. كما كانت توجيهات Amazon للربع الحالي ضعيفة بشكل غير متوقع، في حين جاء إعلان Intel عن تسريحات ضخمة للعمال ليثير صدمة عبر قطاع التكنولوجيا على مستوى العالم.

دفعت المخاوف بشأن تباطؤ النمو والانتخابات الأمريكية والإفراط في الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية المرتفعة، مؤشر VIX، المعروف أيضًا بمقياس الخوف في وول ستريت، إلى أعلى مستوياته منذ أبريل.

 

الين المستفيد الأكبر من الطلب على أصول الملاذ الآمن، والجنيه الإسترليني يتراجع

لم يشكّل الانخفاض الحاد في عوائد سندات الخزانة مصدر راحة للأسهم هذا الأسبوع، حيث أن جزء كبير من الارتفاع في أسعار السندات سببه ارتفاع الطلب على أصول الملاذ الآمن وليس توقعات خفض الفائدة على الأموال الفيدرالية، وهذا ما تؤكده مرونة الدولار الأمريكي.

ومع ذلك، تعرض الدولار الأمريكي لضغوط مقابل باقي أصول الملاذ الآمن مثل الين والفرنك السويسري، كما ارتفع الذهب أيضًا ويقترب بسرعة من قمة يوليو.

الين هو الأفضل أداءاً بين العملات الرئيسية للأسبوع الثاني على التوالي بعد عمد بنك اليابان لتشديد سياسته، مع احتمال رفع الفائدة أكثر في وقت لاحق من هذا العام.

بالمقابل، الجنيه الإسترليني هو الأسوأ أداءً بين العملات الرئيسية هذا الأسبوع بعد قرار بنك إنجلترا أمس بخفض الفائدة بعدل 25 نقطة أساس. وعلى الرغم من أن بنك إنجلترا أشار إلى أنه سيكون “حذرًا” بشأن معاود خفضها مرة أخرى، إلا أن هذا لم يمنع الجنيه الإسترليني من التراجع إلى أدنى مستوياته في شهر مقابل الدولار.