اللمحة اليومية عن الأسواق – الدولار يرتفع في وقتٍ تتراجع فيه الرهانات بشأن التخفيضات المتوقع أن يُجريها الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة


بحوث XM الاستثمارية

  • تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي يبقى ثابتًا، وسيناريو خفض الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس بات أقل احتمالاً
  • اليورو يتراجع متأثرًا بانخفاض معدل التضخم في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات
  • مؤشرات وول ستريت ترتفع مدفوعة بالآمال التي تشير إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي بشكل تدريجي وصحي

المتداولون يقلصون رهاناتهم بشأن التخفيضات المتوقع أن يُجريها الاحتياطي الفيدرالي قبيل صدور أرقام الوظائف غير الزراعية

أنهى الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي على ارتفاع، حيث ارتفع مقابل جميع نظرائه الرئيسيين يوم الجمعة الماضية، في وقتٍ قلّل فيه المشاركون في السوق إلى حدٍ ما من رهاناتهم بشأن التخفيضات التي من المتوقع أن يُجريها الاحتياطي الفيدرالي على الفائدة.

ولا يزال إجمالي التخفيضات المتوقع إجراؤها بحلول نهاية العام حوالي 100 نقطة أساس، لكن نسبة المشاركين في السوق الذين يتوقعون خفض الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس في الاجتماع القادم تراجعت من 35% إلى 30%.

كشفت بيانات يوم الجمعة الماضية أن المعدلين العام والأساسي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بقيا ثابتين، مما يخالف التوقعات التي كانت تُرجّح ارتفاعهما. مع ذلك، لم يندفع السوق إلى زيادة التكهنات بشأن احتمال خفض الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس.

على العكس من ذلك، فبعد المراجعة الصعودية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، ربما كانت حقيقة أن مؤشرات التضخم المفضلة لدى الاحتياطي الفيدرالي لم تكشف عن المزيد من التباطؤ كافية لجعل المستثمرين يميلون أكثر نحو احتمال خفض الفائدة بمعدل ربع نقطة مئوية في اجتماع الثامن عشر من سبتمبر.

ونظرًا لأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي باول أشار في جاكسون هول إلى أنه وزملاؤه لن يتسامحوا مع تباطؤ سوق العمل أكثر، فمن المرجح أن تكون بيانات الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس التي ستصدر هذا الأسبوع مهمة بشكل خاص.

وتشير التوقعات إلى أن سوق العمل اكتسب وظائف أكثر مما اكتسبه في يوليو، وأن معدل البطالة انخفض إلى 4.2% من 4.3%. وقد يقنع هذا المستثمرين أكثر بأنه من غير المحتمل خفض الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس، وبالتالي السماح للدولار الأمريكي بتمديد تعافيه.

كما يمكن أن تلعب مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن معهد إدارة التوريد يومي الثلاثاء والخميس دورًا مهمًا في تشكيل مصير الدولار، وذلك لأن تحسُّن نشاط الأعمال سيدعم فكرة أن الاقتصاد الأمريكي لا يتجه نحو خطر الركود.

 

تباطؤ التضخم في منطقة اليورو يُعزّز سيناريو خفض الفائدة في سبتمبر

تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له في أسبوعين مقابل نظيره الأمريكي بعد أن أظهرت البيانات أنه في أغسطس، تباطأ التضخم في منطقة اليورو من 2.6٪ على أساس سنوي إلى 2.2٪، وهو أدنى معدل له منذ يوليو 2021.

وقد تراجع معدل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي إلى 2.8٪ على أساس سنوي من 2.9٪، مما يشير إلى أن انخفاض التضخم العام كان مدفوعًا في الغالب بانخفاض أسعار الطاقة، مما يعني أن الأسعار قد تعاود الارتفاع في المستقبل القريب إذا انتعشت أسعار النفط أيضًا.

مع ذلك، من الواضح أن انخفاض معدل مؤشر أسعار المستهلكين العام عزّز توقعات خفض الفائدة بمعدل ربع نقطة مئوية من قبل البنك المركزي الأوروبي في اجتماع الثاني عشر من سبتمبر، كما تتوقع أسواق المال إجراء تخفيضين آخرين بحلول يناير.

ورغم أن مسار معدلات الفائدة المفترض أن يسلكه المركزي الأوروبي أقل حذرًا من مسار الاحتياطي الفيدرالي، فإن قرارات المركزي الأوروبي في المستقبل قد تكون أكثر تعقيدًا ومحاطة بنوع من عدم يقين، حيث يبدو أن المسؤولين على خلاف متزايد فيما يتعلق بتوقعات النمو، وفقا لبعض المصادر.

 

مؤشرات وول ستريت ترتفع مع تزايد احتمالات تباطؤ الاقتصاد بشكل تدريجي وصحي

يوم الجمعة الماضية، سجّلت مؤشرات وول ستريت اليوم الثاني على التوالي من المكاسب، رغم الانخفاض الطفيف في توقعات المستثمرين بشأن احتمال توجه الفيدرالي لخفض الفائدة بمعدل 50 نقطة أساس في اجتماعه القادم. ربما سمحت المراجعة الصعودية للناتج المحلي الإجمالي للمشاركين في السوق بالاستفادة من احتمال تباطؤ الاقتصاد بشكل تدريجي وصحي.

يبدو أن المستثمرين على استعداد للترحيب بأي شيء يشير إلى تحسُّن أداء الاقتصاد الأمريكي، حتى عندما يرفعون المسار الضمني المتوقع للفائدة. يشير هذا إلى أنه إذا جاءت بيانات الوظائف يوم الجمعة أفضل من المتوقع وأدت إلى تراجع التوقعات بشأن التخفيضات، فقد تستمر الأسهم في الارتفاع، خاصةً إذا كشفت مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن معهد إدارة التوريد عن مزيد من التحسُّن في نشاط الأعمال.

وجدير بالذكر أن بورصة وول ستريت ستبقى مغلقة اليوم احتفالاً بعيد العمال.