اللمحة اليومية عن الأسواق – المزاج العام للأسواق يتدهور في وقتٍ يعارض فيه المركزي الأوروبي رهانات خفض معدلات الفائدة، فهل سيتبع الاحتياطي الفيدرالي نفس النهج؟


بحوث XM الاستثمارية

  • اليورو يتراجع حتى بعدما قلّل مسؤولو المركزي الأوروبي من احتمالية خفض معدلات الفائدة مبكرًا
  • الدولار يرتفع وسط وجود مخاوف من أن يتبنى والر -محافظ الاحتياطي الفيدرالي موقفًا متشدّدًا مماثلًا خلال خطابه
  • الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي يتراجعان متأثرين بالبيانات الاقتصادية الضعيفة
  • أسعار النفط والذهب تتحرك في اتجاهات مختلفة وسط تداولات متقلبة

رهانات خفض معدلات الفائدة تتراجع بعد التعليقات المتشددة من مسؤولي المركزي الأوروبي

تراجعت التوقعات التي تشير إلى أن البنوك المركزية الكبرى ستتوجه لخفض معدلات الفائدة قريبًا اليوم بعدما قلّل روبرت هولزمان -عضو مجلس إدارة المركزي الأوروبي- من احتمالية اعتماد أية تخفيضات على الفائدة بعام 2024. وفي حديثه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أشار هولزمان إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط باعتبارها تُشكِّل تهديدًا كبيرًا على التضخم. وبدا هولزمان قلقًا بشأن اضطرابات الشحن في البحر الأحمر واحتمالية انتهائها، مما دفعه إلى التحذير من أنه “لا ينبغي لنا نُعلِّق آمالنا على فكرة خفض الفائدة على الإطلاق في عام 2024”.

كما عارض مسؤولون آخرون في المركزي الأوروبي فكرة خفض معدلات الفائدة مبكرًا في فصل الربيع، لكنهم لم يكونوا متشددين كثيرًا. فقد كرّر ناجل من المركزي الألماني تصريحات كبير الاقتصاديين في المركزي الأوروبي فيليب لين خلال عطلة نهاية الأسبوع من خلال القول أنهم ضد خفض معدلات الفائدة في وقت مبكر جدًا.

وفي الوقت نفسه، تجنب فيليروي في فرنسا إعطاء جدول زمني للوقت الذي قد يبدأ فيه المركزي الأوروبي خفض الفائدة، مشيراً إلى بعض الانقسامات داخل مجلس الإدارة. مع ذلك، من الصعب تجاهل هذه التصريحات التي نسقها المركزي الأوروبي لتهدئة رهانات المستثمرين القوية على احتمال خفض معدلات الفائدة.

 

الأسواق غير المقتنعة بالموقف الجديد تنتظر خطاب والر للحصول على المزيد من الدلائل حول مسار معدلات الفائدة المستقبلي الذي سيسلكه الاحتياطي الفيدرالي

والسؤال الأهم الآن هو ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سوف يتبع نفس نهج المركزي الأوروبي المتشدد للحد من رهانات السوق المبالغ فيها على احتمال تخفيف السياسة النقدية خلال الأشهر المقبلة. فجدير بالذكر أن كريستوفر والر -محافظ الاحتياطي الفيدرالي- سيدلي بتصريحاته في تمام الساعة 16:00 بتوقيت جرينتش، وربما يتراجع عن لهجته الحذرة الأخيرة التي فاجأت الأسواق.

ارتفعت عوائد السندات الحكومية عالميًا مدفوعة بموقف المركزي الأوروبي، كما ارتفعت عوائد السندات الأمريكية اليوم مع استئناف التداول بعد عطلة الأمس عندما كانت الأسواق مغلقة بمناسبة يوم مارتن لوثر كينغ. مع ذلك، كانت التحركات متواضعة نسبيًا بالنظر إلى مدى انخفاض عوائد سندات الخزانة بعد تقارير مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين الأسبوع الماضي.

كذلك لم تشهد توقعات أسواق المال تغيُّرات كبيرة، حيث تراجع إجمالي حجم التخفيضات المتوقع أن يعتمدها الاحتياطي الفيدرالي على الفائدة من حوالي 165 نقطة أساس إلى ما يقرب من 159 نقطة أساس فقط، مما يشير إلى أن المتداولين ما زالوا يعتقدون بأغلبية ساحقة أن البنوك المركزية ستخفض معدلات الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. ومن الواضح أن المستثمرين غير مقتنعين بأي رسالة من صناع السياسة النقدية سوى أن التخفيض الأول من المرجح أن يُنفَذ في أواخر الربيع أو الصيف بدلًا من مارس.

 

الدولار يتفوق على منافسيه مع تراجع كل من اليورو والجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي

والأمر اللافت للنظر أيضًا هو أن الدولار الأمريكي راح يرتفع بين عشية وضحاها، في وقتٍ يكافح فيه اليورو لتحقيق أي مكاسب مستفيدًا من التصريحات المتشددة التي أصدرها المركزي الأوروبي. ومقابل سلة من العملات، يتداول الدولار عند أعلى مستوى له في شهر اليوم، متحديًا هؤلاء المتداولين الذين ما زالوا يراهنون على أن الفيدرالي سيعتمد ما لا يقل عن ستة تخفيضات على الفائدة هذا العام.

فمن المحتمل أن يكون اليورو تعرّض لضغوط بسبب التزام المركزي الأوروبي بسيناريو بقاء معدلات الفائدة المرتفعة لفترة أطول، مما جدّد المخاوف بشأن إمكانية المبالغة في تشديد السياسة النقدية. علاوة على ذلك، فإن التوترات التي تشهدها منطقة البحر الأحمر جنبًا إلى جنب مع احتمال فوز دونالد ترامب بمنصب قيادة الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر كلاهما يجذب بعض الطلب على الدولار باعتباره أفضل أصل ملاذ آمن. فقد فاز ترامب في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا أمس، مما عزّز احتمال إعادة انتخابه.

وفي الوقت نفسه، يواجه الجنيه الإسترليني والدولار الأسترالي بعض المشكلات أيضًا. فقد تعرّض الدولار الأسترالي لضغوط متأثرًا بمسح ثقة المستهلك الضعيف في أستراليا وتراجع الجنيه الإسترليني دون مستوى 1.27$ بعدما تراجع نمو الأجور في المملكة المتحدة بشكل أكثر حدة مما كان متوقعًا في الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر.

 

الذهب يتعرّض لضغوط شديدة، والنفط يشهد حالة من عدم اليقين

بشكل عام، يبدو أن هناك حالة من عدم اليقين في الأسواق تنعكس على أسعار النفط والذهب. فقد ارتفعت العقود الآجلة للنفط مؤخراً فوق خط الاتجاه الهابط، لتتحرك بعد ذلك ضمن نطاق عرضي حيث أن المخاوف المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية -وخاصةً في الصين- طغت على اضطرابات العرض التي أثارتها أزمة الشرق الأوسط ومشكلات الإنتاج في أماكن أخرى. ويتطلع المستثمرون إلى معرفة ما إذا كانت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع التي ستصدر من الصين صباح الغد ستخفف من تلك المخاوف أم ستزيدها.

أما بالنسبة للذهب، فإن الارتفاعات المستمرة التي يشهدها الدولار تؤدي إلى إبطاء تقدمه حتى مع استمرار ارتفاع رهانات خفض معدلات الفائدة. ويمكن أن يكون هذا الأسبوع حاسمًا بالنسبة للذهب إذا كثف مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي محاولاتهم لمعارضة توقعات إجراء تخفيضات كبيرة على الفائدة.